الخميس، 5 مايو 2011

مَن هو الشهيد ؟!

بقلم / محمد أبوعزت
نظراً لاختلاط الحابل بالنابل ، والصالح بالطالح ، والعاطل بالباطل ، المفاهيم اختلطت والرويبضات كَثُرَت والجهالة عمَّت ، والفضائيات الفاسدة المُغرضة لابوابها الخلفية فتحت وللفلاسفة والجُهَّال استقبلت وللفتن والاكاذيب روجت ، وعن الصواب تنحت ومن قيودها الاجتماعية والدينية تحررت ولفكر غربي تبنت ولاسلامي عادت وشوهت ولنفسها دون غيرها اساءت ولمصرنا الغالية نسبت ومنها مصر تبرئت .
وصرنا للاسف الشديد صرنا بقصد او بدون ، بوعي او بدون ، بعلم او بدون ، بحُجة او بدون نطلق على كل من توفاه الله شهيد سواء مات على ملة الاسلام أو بدون ، انطبقت عليه شروط الشهادة أو مات معذب او ملعون او مفتون .
لماذا سمي الشهيد شهيداً ؟
ما سمي الشهيد شهيد الا لسبعة اختص بها الشهيد دون غيره ذكرها الامام النووي رحمه الله  منها :-
1- لان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم شهدا له بالجنه .
2- لانه حي عند ربه يرزق قال تعالى وهو اصدق القائلين : 
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }.... ال عمران 169 - 170
ولا عجباً ان ترى صور الشهداء -  باذن الله -  فرحين مبتسمين مبتهجين عند موتهم فرحا وسروراً بلقاء ربهم وبما اعده من اجلهم من درجات عالية في جنات النعيم المُقيم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  :  
{ للشهيد عند الله ست خصال يغفر الله له في اول دفعة من دمه ، يرى مقعده من الجنه ، يجار من عذاب القبر ، يامن الفزع الاكبر ، يحلى حلية الايمان ، يزوج من الحور العين ، يشفع في سبعين انسانا من اقاربه } .
3- لان ملائكة الرحمة تشهده فتقبض روحه الطاهرة .
4- لانه ممن يشهد يوم القيامة على الامم .
5- لانه شُهِدَ له بالايمان وخاتمة الخير بظاهر حالة ولنا بالظاهر والله وحده يعلم ما نُسر وما نُعلن .
6- لان له شاهد على قتله يوم القيامة وهو دمه .
7- لان روح الشهيد تشهد دار السلام - الجنه - وروح غيره من المؤمنين بالله المسلمين له لا تشهدها الا يوم القيامة بعد ان يقضى ملك الملوك بين عباده بالحق فلا تظلم نفسُ شيئاً ، روى الامام مسلم في صحيحه ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : 
{ من سال الله الشهادة بصدق - ايمان ويقين - بلَّغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه }
من هو الشهيد ؟! 
الشهداء ثلاثة منهم :
اولا : شهيد الدنيا والاخرة : وهو الذي يقتل في قتال مع الكفار مُقبِل غير مُدبِر جاعلاً كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى دون غرض من اغراض الدنيا زاهداً فيها مستقبلاً الاخرة مستدبراً الدنيا الفانية البالية ، روى الامام البخاري رضى الله عنه وارضاه في الجامع الصحيح عن ابي موسى الاشعري رضى الله عنه وارضاه ان رجلا اتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال مستفهما 
{ الرجل يُقَاتِل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله } والشهادة في الميدان او ساحة القتال هى اعلى مراتب الشهادة ولا يصل سواه الى مرتبته فى الجنه فهو في اعلى مراتبها مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقاً .
ثانياً : شهيد الدنيا : هو من قتل في قتال مع الكفار وقد غَل في الغنيمة او قاتل رياءً - طلباً للسمعه - او عصبية عن قومه او لاي غرض من اغراض الدنيا ولم تكن نيته اعلاء كلمة الله فهذا وان طبقت عليه احكام الشهداء في الظاهر دنيويا فليس له في الاخرة من خلاق ، هذا ما اخبرنا به نبينا ومعلمنا واستاذنا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه - أن أول من تسعر بهم النار شهيد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : 
أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ، رجل استشهد فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها " قال : فما عملت فيه ؟ قال : قاتلت فيك حتى قتلت قال : كذبت ، ولكن قاتلت ليقال هو جريء ، فقد قيل قال : ثم أُمر به فسُحِبَ على وجهه ، حتى أُلقي في النار ...... الخ }
ثالثا : شهداء الاخرة : وهو ما يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي من تغسيله وعدم دفنه في ثيابه وتكفينه وله اجر شهيد يوم القيامة باذن الله وحده وبعلمه وحده  . 
انواع شهداء الاخرة :
* عن ابى هريرة رضى الله عنه ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
{ الشهداء خمسة المطعون - الذي اصيب بالطاعون - والمبطون - الذي مات بداء البطن - والغرق - الذي مات غريقاً - وصاحب الهدم - الذي هدم عليه بيته - والشهيد في سبيل الله } .
وليس كل من مات مطعونا او مبطونا او غريقا او اصابه الهدم او غيره شهيدا من باب البلاء والاختبار بل ربما يكون عذابا وانتقاما من الله كفرعون وهامان وشارون وغيرهم ليسوا شهداء بل عِبره وعظة لغيرهم  .
* وكذلك من قتل مظلوما - ولم يكن حريصاً على قتل صاحبه - باى سلاح كقتيل اللصوص يلحق بشهيد المعركة على مذهب الامام احمد بن حنبل رحمه الله  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
{ القاتل والمقتول في النار } فتعجب الصحابة لدخول المقتول النار فقال صلى الله عليه وسلم { لانه كان حريص على قتل صاحبه
* وكذلك المراة التى ماتت اثناء الولادة - النُفَسَاء - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ من مات دون ماله فهو شهيد ، ومن مات دون دمه فهو شهيد ، ومن مات دون ارضه فهو شهيد ، من قتله بطنه فهو شهيد ، ومن قتل في الغرق او الهدم فهو شهيد ، من قتل بداء السُل فهو شهيد ، المرأه الجمعاء تموت في نُفَاسِها فهي شهيدة } .  
خلاصة القول :
من يقال عنه شهيد أو يوصف بها لابد أن يشهد أن لااله الا الله وان محمدا رسول الله ولايصح لذوي الالباب النيرة والعقول المتفتحة الواعية ان يصفوا كل من ....... بالشهادة  كضحايا كنيسة الاسكندرية - النصارى المُلحدين الضالين بصريح نص القرآن الكريم ، الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم وقالوا أنه ثالث ثلاثة وقالوا عن عيسى انه ابن الله .. كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا شهدوا بالكفر وهم يومئذ اقرب منهم للايمان - ولو كان الامر كذلك لا عتبرنا ضحايا حرب اكتوبر المجيدة من غير المسلمين شهداء بحجة أنهم ماتوا دفاعا عن أرضهم وعرضهم ، وكذلك الحال ضحايا زلزال اليابان المُلحدين اما ان كان فيهم او بينهم مسلمين فالله اعلم بهم وخلاصة القول ان الشهادة التى هى طريق الجنه للمسلمين فقط لان الدين عند الله الاسلام وحرِّمت الجنه على من عاداهم قال تعالى { ان الدين عند الله الاسلام } باستثناء من مات على الفطرة فحسابه عند ربه  والله اعلى واعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق