الثلاثاء، 3 مايو 2011

غيَّر واتغير

بقلم / محمد أبوعزت
التغيير سُنة الحياة وضرورة من ضروريات البقاء ، ومطلب وهدف سامي لكل مخلوق ورغبة الى الافضل دائماً  لكل موجود على ظهر البسيطة ، فالتغيير سنة كونية وحكمة ربانية ، ومنذ أن خلق الله الخلق كتب الله على نفسه البقاء وعلى خلقه التغير والفناء ، فلا بقاء لشئ على حال ثابت ، فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال ولكن السؤال هنا من أين يأتي التغيير ؟
كما هو معلوم لكل سؤال جواب ولكل داء دواء ولكل دواء روشته ولكل روشته صيدلية وما اعظم القرآن الكريم من صيدلية ، فيها دواء لكل عضو سقيم وشفاء لكل جسدعليل ، ودليل وبرهان لكل عقل حائر ، وهدوء وسكينة لكل قلب ثائر ،  يقول ربنا جل وعلا في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين : { ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } نعم ( ما بأنفسهم ) من هنا يبدأ التغيير ، فابدأ بنفسك أنت من داخلك انت ومن أجلك أنت ، وبك انت يحدث التغير داخلك ومنه الى اسرتك ثم الى جيرانك وبلدتك ثم الى وطنك ومجتمعك ، ولا عجب ان ترى اليوم من ينادي بالتغيير والاصلاح وهما منه بريئان ، كمن يحارب الفساد هو أهل له أو من يدعو للاصلاح وهو عدو له او من يلعن الرِشوة والمحسوبية وهما اللذان اجلساه على كرسيه في منصبة أو وظيفته أو من يلعن اللصوص والمجرمين وهو شيخهم الأكبر أو من يحارب الفوضى والفوضويين وهو سيدهم وأمامهم وقدوتهم ، حقيقة لا اجد حيالهم ما اقوله الا كما قال الشاعر :  
* أيُّها الـرجل المُعلم غيره ، هلا لنفسـك كـان ذا التعليم
* تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كي ما يصح به وانت سقيم
* تراك تصلح بالرشاد عقولنا ابداً وانت من الرشاد عديم
* فابدأ بنفسك فانهها عن غيها فان انتهت عنه فانت حكيم
* لا تنهَ عن خلق وتاتي مثله عارٌ عليك اذا فعلت عظيم .
وهذه رسالتى الا هؤلاء :
- المسئول : صاحب الكرسي والمنصب والجاه المتكبر المتغطرس اعلم أولاً أنها لو دامت لغيرك ما وصلت اليك  وثانياً قبل ان تنادي بالتغيير والاصلاح وتتغنى بهما اقول له .... غير واتغير .
- المُعلِّم : الذي يترك مدرسته ويهمل دروسة ويهرِّب طلاَّبه ويخون ضميره ورسالته العظيمة من اجل حصة درس خصوصي وينادي بالتغيير والاصلاح ويصب جُلَّ غضبه على الفساد والمفسدين ويتغنى بهما اقول له ..... غيَّر واتغير
- الطبيب : الذي يهمل عمله ويهجر رسالته السامية ويهجر مرضاه في مستشفيات الحكومة المجانية ويعسكر في عيادته الخاصة - وان شئت فقل سلخانته البشرية الخاصة - وينادي بالتغيير والاصلاح وهما منه بريئان -  اقول له ...غير واتغير .
- المحامي الذي يترافع عن اللصوص والمجرمين والزُنَاة والفاسدين والمفسدين في الارض وهو يعلم علم اليقين من ادانتهم ودنائتهم ويتلاعب بالقانون ويصور الباطل في صورة الحق وينادي بالتغيير والاصلاح أقول له ... غير واتغير .
- المهندس : الذي لا يتقي الله في عملة ويشيد عمائر سكنية وطرق وكباري ومشروعات وهمية على الورق فقط من أجل عرض زائل  وينادي بالتغيير والاصلاح ويتغنى بهما اقول له  ... غير واتغير
- الموظف : المرتشي صاحب الشعارات البالية الزائفة ( صبح صبح ، فين الحلاوة ، الختم مش واضح ، الطابور يا أستاذ ، فوت علينا بكره يا سيد ، شطَّبنا ، ....... الخ )  اقول له ... غير واتغير .
- مرشح البرلمان : - هو عارف نفسه كويس - التغيير تغيير وجوه حفظناها وأفكار مللناها وكرهناها - افهموها بقى  تغيير وجوه واشكال وافكار - اقول له .... غير واتغير .
الى هؤلاء وأمثالهم دون غيرهم من الشرفاء وجهت رسالتى .. غير واتغير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق