بقلم / محمد ابوعزت
د/ سعيد بدير - العالم المصري |
ابطال تاهت ذكراهم في طى النسيان سطروا بمواقفهم البطولية وارواحهم الشُجاعه وحسهم الوطني المرهف ابرز المواقف وأجل البطولات وسطروها بحروف من نور في صفحات التاريخ المشرقة ، قد يجهلهم البعض وقد يغفلهم البعض الاخر ، لكن ما فعلوه من اجلنا يجعلنا الان نرفع هاماتنا الى عنان السماء لنباهي بهم الامم والشعوب ، لقد آن الاوان لنتصالح مع انفسنا اولاً ثم مع رموزنا ونزيل الغبار ونكشف الستار على سيرتهم العطرة المشرقة لتخرج على الناس في ابهى حُلة كالبدر في كبد السماء في الليلة الظلماء مرسلا اشعته في وجه الظلام البهيم الاعتم الذي عشناه وعانيناه لسنوات عجاف طوال .
بطل اليوم هو عالم عربي مصري برع في مجال الاتصال بالاقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي توصل من خلال ابحاثة الى نتائج متقدمة على خلفية مشروع سري للغاية باسم ( 254 ) يتعلق بالهوائيات والاتصال الفضائي وامكانية التشويش على سفن الفضاء الامريكية واقمار التجسس الصهيو امريكية ، مما جعله يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى العالم في تخصصه النادر انذاك ( علم الميكرويف ) .
ولكونه عربي مسلم بات صداع مزمن في رأس الغرب وصل الى حد الرُعب خاصة وأن لمسات ( انشتاين مصر ) بدأت تظهر جلية في تطور سلاح الطيران في مصر ومنطقة الشرق الاوسط بشكل ملفت للنظر وهو مالا يرضي الغرب ويهدد صفقات بيع الاسلحة العسكرية في مصر والدول العربية وبات عقبة كئود لامفر من تحطيمها ومحوها من الوجود .
والده الفنان / السيد بدير |
سعيد السيد بدير هو نجل الفنان المصري الكبير ( السيد بدير ) ابن محافظة الشرقية ، ولد سعيد بدير في 4 يناير 1944 م في حي روض الفرج بالقاهرة وكان اخر عنقود اسرته وفرح به ابواه حيث بدت عليه مخالب الذكاء منذ نعومة اظافرة وهي نعمة من نعم الله تعالى لا يؤتيها الا لمن يشاء من عباده .
تلقى تعليمه في القاهرة حيث تعيش اسرته الى أن وصل الى الثانوية العامة وواصل مسيرة تفوقه وتميزه على اقرانه الى حد وصف اصدقائه بأنه ( كتلة ذكاء تسير على الارض ) واتم دراسته الثانوية وجاء ترتيبه الثاني على مستوى الجمهورية بمجموع 95 % .
التحق بالكلية الفنية العسكرية بعدما اجتاز اختباراتها بنجاح وواصل دراسته وتفوقه بها حتى أصبح معيداً فيها سنة 1972 م ثم مدرساً مساعداً سنة 1981 م الى أن أُسند اليه رئاسة قسم الموجات والهوائيات في ادارة البحوث والتطوير في قيادة القوات الجوية المصرية وبناء على طلبه ونزولاً الى رغبته أُحيل للتقاعد برتبة عقيد بعد أن حصل على درجة الدكتوراه في هندسة الالكترونيات من ( جامعة كنت البريطانية ) .
تحول نشاطه العلمي بعد ذلك لابحاث الاقمار الصناعية في احدى جامعات المانيا الغربية وتعاقد معها لاجراء ابحاثه وتجاربه العلمية لمدة عامين فقط لضعف الامكانيات في مصر لمثل هذه الابحاث انذاك على أن يعود لارض الكنانة بعد انتهائه من ابحاثه ودراساته .
هناك واصل العبقري المصري هوايته المفضلة في تفوقه وتميزه واستمر خطه البياني في ارتفاع مستمر حيث توصل العبقري المصري الى نتائج متقدمه وخطيرة في مجاله ابهرت الجميع ، وذاع صيته في كل صوب وحدب مما اقلق الغرب ولاسيما امريكا التى استشاطت غضباً بعد رفض العالم المصري سعيد بدير عرضاً خيالياً للعمل في وكالة الفضاء الامريكية ( ناسا ) مقابل الحصول على الجنسية الامريكية ومزايا اخري بالطبع لكنه قابل هذا العرض الخيالي بالرفض .
شعر بأن حياته وحياة اسرته باتت في خطر محقق بعد تعرض اثاث منزله للعبث وسرقة بعض كتاباته وابحاثه من منزله بالمانيا وبدأت اجهزة الاستخبارات الصهيو امريكية - السي اي ايه CIA الامريكي بالاشتراك مع الموساد الاسرائيلي - في ممارسة عملها المفضل مع كل نابغه عربي مسلم وبدأت تتبعه وتهدد حياته وحياة اسرته بشكل غير مباشر في محاولة لقتل ولده تاره وزوجته تارةً اخرى فأرسل على الفور زوجته وولديه الى وطنهم الغالى مصر ثم ارسل رسالة الى السلطات العليا في مصر يطلب منهم حمايته وحماية اسرته فطلبت منه السلطات المصريه العوده الى مصر فلبى النداء وعاد الى القاهرة في 8 يونيو 1988 م .
ولأن العلم يجري في عروقه كجريان الدم في الاورده واصل العبقري المصري تجاربه وابحاثه العلمية في وطنه ولكن هذه المره بعيداً عن عيون اعداءه فقرر الذهاب الى الاسكندرية عند شقيقه سامح ليواصل رحلته العلمية البحثية .
في 13 يوليو 1989 م تلقى قسم شرطة شرق الاسكندرية بلاغاً عن سقوط شخص من الطابق الرابع على الارض من عمارة سكنية في شارع طيبه ب كامب شيراز وقيدت القضية على انها حالة انتحار لمواطن مصري اسمه سعيد بدير فلم يكن احد يعلم من هو سعيد بدير وماهى مكانته العلمية وخاصة بعدما اكتشف المحققون قطعاً في وريد يده وتسريباً للغاز من غرفة نومه على نحو يوحي ان المنتحر كان مصمماً على التخلص من حياته بأي وسيلة فظهرت الحادثة على انها انتحار .
ولكن بعد كشف شقيقه وزوجته الستار عن هوية القتيل ومكانته العلمية اتخذت القضية مساراً أخر وخاصة بعد اشارة زوجته باصابع الاتهام الى { ال CIA الامريكي والموساد الاسرائيلي } وقولها بالحرف الواحد { سعيد لايمكن ينتحر ابداً }. وهذا ما نتفق معه بالفعل والشواهد انه قتل بايدي صهيو امريكية ولم ينتحر ما يلى :-
1- ان الفقيد - يرحمه الله - كان شخصاً ناجحاً مؤمناً بالله ولم يكن فاشلاً حتى يفكر في الانتحار .
2- حرصه على حياته وحياة اسرته وقطع رحلته العلمية من المانيا الى مصر من اجلهم .
3- عثور اخيه في شقته بالاسكندرية في بعض اوراقه - يرحمه الله - على مقدمة بحث علمى قال عنه انه الاهم في حياته .
4- هل يعقل أن يقدم شخص على الانتحار بثلاث وسائل في آن واحد { قطع وريد يده , الغاز في غرفة نومه , السقوط من اعلى }علماً بأن احداها كفيل بالقضاء عليه وانهاء حياته .
مات العبقري المصري ودفن معه سره في قبره ، مات لتحيا عروبته ويحيا دينه ووطنه , مات البطل المصري بعد ان دفع حياته ثمناً لمبادئه ووطنيته , مات رافضاً نعيم الدنيا الزائل في جنة امريكا طالباً النعيم المُقيم في جنة عرضها السموات والارض , مات وترك ارملته وطفليه يعيشون الان في بيت احد اقربائهم في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية على بعُد امتار من منزل البطل المنسي هو الاخر ( أيمن حسن ) الذي انتقم اليهم جميعا واقتص من عدوهم . مات بعدما خدم وطنه بعلمه وحماه من عدوه في حين فشل وطنه او بعض رجاله للاسف في حمايته والحفاظ على حياته لكنها ارادة الله .
والسؤال الاهم الان الى متى سنظل غير قادرين على احتضان مواهبنا وعلمائنا ونوابغنا في احضان بلادهم وتوفير الامكانات والحماية والامان لهم لخدمة اوطانهم ولاعلاء دين ربهم ونشر السلام والعدل على ارضه وتحت سمائه لا لخدمة من صرنا على بابه كوافد الكرام على موائد اللئام ، للاسف نقف على باب من يعمل أناء الليل واطراف النهار لهدم الاسلام وتشريد وقتل اهله ونهب ثرواته صرنا كالقصعه المستباحه للقاصي والداني لا صاحب لها ، فهل آن الاوان لنستفيق من سباتنا الطويل واحلامنا التى لا نهاية لها ام سنستمر في نومنا كنوم اصحاب الكهف والرقيم ؟! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق