بقلم / محمد ابوعزت
ويكليكس او ويكي ليكس موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية - انترنت - ظهر بشكل مفاجئ وانتشر سريعا ولاقى قبول واستحسان واعجاب الكثيرين فضلاً عن تمتعة بمساحة كبيرة من الشفافية والمصداقية من وجهة نظر البعض بعد نشره لوثائق غاية في السرية والخطورة في هذه التوقيتات الحرجة تحديدا التى تمر بها منطقتنا العربية والاسلامية والتحديات والتغيرات التى نعيشها واختراق الموقع لاكثر المؤسسات سرية على مستوى العالم الا وهي المؤسسة العسكرية الامريكية مما يجعلنا نطرح عددا من التساؤلات لاستيضاح اللغز وحل اللوغاريتم فلاشك اننا الان امام ظاهرة اعلامية جديدة في وقتها فريده من نوعها وجهاً لوجه امام عقل عربي اسلامي لا تمر عليه مثل هذه الامور مرور الكرام .
- هل نحن بالفعل امام ظاهرة حقيقية لاعلام حر نزيه على ارض الواقع في عصر العولمة والحريات التى ينادي بها الاخر ام انها امام اداة جديدة من ادوات السياسة الخارجية الامريكية وخطة لعب جديدة مع العقل العربي والاسلامي ؟
- هل جاء توقيت ظهور ويكليكس تزامنا مع حركة التغيرات السياسية والاستراتيجية التى تشهدها منطقتنا العربية وعالمنا الاسلامي بالمصادفة ام انها رسالة معينة ارادت جهات بعينها ارسالها لشعوب العالم العربي والاسلامي في هذه التوقيتات الحرجة التى نمر بها ؟
- هل لعبت مواقع التواصل الاجتماعي الامريكية { تويتر ، فيس بوك } على الانترنت دورا موازيا للدور الذي لعبته ويكليكس على الشبكة ذاتها وخاطبت بدورها العقل العربي و ايقظته من حالة الغيبوبة التى كان يعيشها من قبل وايقظت بداخله حسه الوطني ورغبته في حياة ديمقراطية في جو يسوده الحرية والشفافية بعيدا عن التعتيم والظلام الاعلامي الذي عشناه وعانيناه طويلا وهو الدور الذي لعبه { تويتر ، فيس بوك } في ثورات الشعوب العربية في ( تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن ، عمان ، البحرين ، ايران ... والبقية تأتي ) بنفس الشعارات ونفس الاهداف وفي آن واحد .
وهي المواقع نفسها التى دشنت حملة دعائية كبيرة ومنظمة لموقع ويكليكس على صفحاتها لما لهذه المواقع من رصيد كبير من الاحترام والمشاهدة والمصداقية في نفوس مستخدميها .. أم أن الامر ابسط بكثير من ذلك ؟
- هل نشر هذه الوثائق الغاية في السرية والخطورة في مثل هذه التوقيتات الحرجة وحصول امتنا العربية والاسلامية على نصيب الاسد منها كان ورائه رغبة تنويرية حقيقية أم أن الغاية ابعد من ذلك بكثير ؟
* على سبيل المثال لا الحصر وثائق نشرت عن تورط حكومة فتح الفلسطينية في الحرب على غزة والحض على تصفية حركة حماس مما يهدد بنسف ملف المصالحة الفلسطينية والوحدة المنشودة ونبذ الانقسام والصراع الفلسطيني الفلسطيني .
* وثيقة اخرى نشرت عن تعاون اجهزة المخابرات الباكستانية مع حركة طالبان في محاولة القاء الكرة في ملعب باكستان الدولة الاسلامية النووية ولايجاد مبرر لانسحاب القوات الامريكية من افغانستان .
* وثيقة اخرى نشرت عبارة عن قائمة باسماء عملاء افغان متهمين بالتورط مع قوات الاحتلال الامريكي في جرائم داخل افغانستان فهل نشرت هذه الوثيقة لكشف الحقيقة ام كانت بمثابة بلاغا لحركة طالبان بأسماء هؤلاء العملاء مما يسهل اصطيادهم وقتلهم ؟
- هل يعقل تسريب وثائق بهذه الدرجة العالية من الخطورة والسرية من المؤسسة العسكرية الامريكية اكثر المؤسسات في العالم شهرة بالجدية والصرامة والانضباط والسرية مع كل هذا التقدم الذي تحظى به في مجال الحاسبات وخصوصية المعلومات فهل يمكن للعملاق الامريكي أن يتحول بين عشية وضحاها الى لقمة سهلة المنال - ملطشة - للقاصي والداني تختطف طائرتها وتفجر ابراجها وتسرب معلوماتها واسرارها العسكرية ام اننا بالفعل امام حرب اعلامية باردة ومؤامرة لمحاولة استعادة الاعلام الغربي والامريكي على وجه الخصوص هيبته وهيمنته ومكانته وشفافيته ومصداقيته المفقودة على اعقاب حرب افغانستان واحتلال العراق وتحول الكفة الاعلامية الى مصلحة الاعلام المضاد لسياسات الغرب وامريكا تجاه العرب والمسلمين تحديدا فكان لامفر من ايجاد وسيلة اخرى أكثر انتشارا ومشاهدة ومصداقية وتاثير لدي المستخدم بشكل غير مباشر عبر الشبكة العنكبوتية التى سحبت البساط من تحت اقدام وسائل الاعلام المقرؤة والمرئية والمسموعة التقليدية وشكوى العسكريين الامريكيين انفسهم من ذلك وعلى رأسهم وزير الدفاع الامريكي السابق ( رامسفيلد ) ؟ .
- هل كان لنشر هذه الوثائق عبر الشبكة العنكبوتية خارج نطاق الولايات الغير متحدة الاثر الاعظم في كسب رصيد كبير من التواصل والمصداقية والتأييد عوضا عن وسائل غربيه امريكية فقدت شعبيتها ومصداقيتها في بلادها اولا ولدى المشاهد العربي ثانيا ؟.
-هل نشر مثل هذه الوثائق الحساسة هو بالفعل اتجاه مضاد للسياسة الامريكية والغربية تجاه العرب والمسلمين ام أنها مجرد مخطط جديد يسير على خط متوازي مع المخطط الغربي الامريكي الذي يستهدف وطننا وامتنا العربية بعد فشل لغة القوة واستعراض العضلات ؟
- هل فشلت اجهزة الاستخبارات الامريكية CIA في اغلاق هذا الموقع واعتقال من هم وراءه او تصفيتهم بشكل او باخر وهو أمر ليس بالغريب عليهم ام أن معتقلاتهم لا تسع الا العرب والمسلمين وايديهم لا تصل الا اليهم ايضا ؟
- هل بالفعل هذه الوثائق نشرت رغم انف الولايات الغير متحده وبدون علمها أم اننا امام مؤامرة ولعبة جديدة من العاب الاخر على مرأى ومسمع منه وتحظى بمباركة ودعم غربي ودولى ؟
واخيرا وهو الاهم هل يتعرض العقل العربي والاسلامي لمحاولة غسيل مخ متعمدة في ضوء نظرة الاخر الى العقلية العربية والاسلامية تحديدا بكل سذاجة وسطحية وتهميش وتعامله معها بأحط واخبث الطرق أم ان الامر مجرد كلالالالالالالالالالالالالام وابسط من ذلك بكثير ....
ايه ياعم الكلام الكبييييير ده
ردحذفوائل مشكور على تعليقك واهتمامك
ردحذفوين الشبط ؟
ردحذف