الأربعاء، 2 مارس 2011

الشرطة في خدمة الشعب

بقلم / محمد ابوعزت

منذ نعومة اظافري وادراكي للحياة من حولي وانا أري توتر العلاقة في الشارع المصري بين الاجهزة الامنية - الشرطة وأمن الدولة تحديدا - وعامة الجماهير وانطبع في ذهني فكرة منذ تلك الفترة لا تكاد تفارق خيالى هي ان الشرطة ليست في خدمة الشعب او الوطن بل الشرطة في خدمة النظام والشرطة والنظام للبلطجة على شعب لا حول له ولاقوة في ظل حالة الطوارئ استغفر الله بل حالة الكوارث التى تبنتها الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية لقمع الشعوب واذلالها واهانة ادمية البشر التى كرمها الله في قرآنه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته قال تعالى في محكم التنزيل { ولقد كرمنا بني ادم في البر والبحر }.
 وعلى مدار 30 سنه او اكثر عانى الشعب المصري البسيط من ويلات وتجاوزات الاجهزة الامنية في البلاد والغير مقبولة التى كانت بمثابة البعبع المخيف الذي ارهب به النظام الزائل الزائف شعبه وسبحان الذي يمهل ولا يهمل شاءت أرادته جل في علاه ان تكون ممارستهم وسياستهم بمثابة الشرارة التى فجرت ثورة الشعب المصري في 25 يناير بعدما فاض الكيل وطفح عن اخره ولاسيما بعد وفاة (خالد سعيد) في احدى سلخانات التعذيب الامنية فخرجت جموع الشعب على النظام ولسان حالهم يقول يا روح ما بعدك روح وكالعادة واجهتها الاجهزة الامنية المصرية بكل ما اوتيت من قوة وبخطة محكمة صدّق عليها ابليس - الشيطان الرجيم مع اعوانه من شياطين الانس - عليه لعائن الله المتتابعة ولم تفلح اساليبهم الدنيئة القذرة ومخططاتهم لان ارادة الله ثم ارادة الشعب شاءت ولا راد لمشيته تعالى وكانت الكلمة العليا للشعب المصري الذي لقن جهاز الامن المصري درسا لن ينسوه مدى الحياة .
 وكان للجان الشعبية التى تشكلت لحفظ الامن وتنظيم حركة المرور وتامين المتظاهرين والوقوف جنبا الى جنب مع المؤسسة العسكرية لحماية الممتلكات العامة والخاصة والقبض على المندسين والمخربين واللصوص والمجرمين والخطريين الذين فروا من السجون والمعتقلات بتوجيهات امنية عليا بعد الانسحاب المفاجئ والمخيب لاجهزة الامن من الشوارع واقسام الشرطة .
وشتان ما بين موقف الشرطة وموقف الجيش مع الشعب فالشرطة استقبلت الناس واستقبلوها بالعنف والجيش بالورود والترحاب والتحيه والتقاط الصور التذكارية ، الشرطة حمت نظام فاشل فاسد غير شرعي وقفت في صفه وحاربت من اجلة والجيش وقف الى جانب الشعب واعترف وتضامن معه مع مطالبة المشروعه من الوهلة الاولى ، الشرطة وجهت اسلحتها في وجه الشعب والجيش وجه اسلحته وسخرها لحماية مطالب الشعب وحماية مشروعية ثورته البيضاء الطاهرة ، الشرطة ذهب قادتها الى الهاوية والجيش ذهب قادته ليقودوا مصر في مرحلة مهمة من تاريخها فمن يزرع خيرا يحصد خيرا ، الشرطة نالت على مدار اكثر من نصف قرن اواكثر  كراهية الشعب المصري والجيش نال احترامه وتقديره .
واليوم ومع الدعوات التى تنادي لفتح صفحة جديدة بين الشرطة والشعب المصري وان الشرطة من الان فصاعدا لن تكون في خدمة السلطة بل في خدمة الشعب وانا باعتباري مصري اعرف الشعب المصري جيدا فهو بطبعه شعب طيب مسامح واعي مسالم ادعوا الجميع لفتح صفحة جديده مع مصر الجديدة التى ولدت يوم 25 يناير لنتصالح مع انفسنا اولا ثم مع غيرنا.
 ولا اخفى عليكم ان للشرطة دور مهم جدا لاغنى عنه في حفظ امن واستقرار البلاد ولا ننسى ان رجل الشرطة قد يكون هو نفسه اخوك اوصديقك اوجارك اوابوك اوعمك اوخالك او احد اقربائك او صهرك ...الخ  فهم منا ونحن منهم وعفا الله عما سلف وسرق ونهب وقتل لن يحاسب انسان انساناً اخر بل هناك قانون وجهات قضائية نزيهه ومستقلة ولجان رقابية  اراها الان تعمل اناء الليل واطراف النهار للقصاص ممن قتل وسرق ونهب وظلم وتعدي على حقوق هذا الشعب .
 وكلمة اخيرة للشرفاء من رجال الشرطة نعم هناك شرفاء كثيرون كما ان هناك فاسدون اقول لهم اتقوا الله في عملكم وحافظوا على اليمين الذي اقسمتموه لرعاية الوطن وامنه وامن مواطنية وشعبه على كل شبر من ارضه وتحت سمائه حافظوا على مصر دامت مصر للمصريين جميعا وحفظها الله لنا من عبث العابثين ورد كيد الكائدين والمعتدين وجعل تدبيرهم في تدميرهم انه ولى ذلك والقادر عليه.. 
والله من وراء القصد وهو المستعان
abuazat

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق