بقلم / محمد ابوعزت
البطل المصري / إيمن محمد حسن |
أبطال تاهت ذكراهم في طي النسيان سطروا بمواقفهم البطولية وارواحهم الشجاعة وحسهم الوطني المرهف ابرز المواقف و أجل البطولات وسجلوها بحروف من نور في صفحات التاريخ المشرقة ، قد يجهلهم البعض وقد يغفلهم البعض الاخر ، ولكن مافعلوه من اجلنا يجعلنا الان نرفع هاماتنا الى عنان السماء لنباهي بهم الامم والشعوب ، لقد آن الاوان لنتصالح مع انفسنا اولاً ثم مع رموزنا ونزيل الغبار ونكشف الستار على سيرتهم العطرة المشرقة لتخرج على الناس في ابهى حُله كالبدر في كبد السماء مرسلاً اشعته في وجه الظلام البهيم الأعتم الذي عشناه وعانيناه لسنوات عجاف طوال .
بطل اليوم ايها الافاضل هو بطل من نوع خاص فريد من نوعه لقبه البعض ب ( بطل سيناء ) الذي قتل {21} اسرائيليا وجرح {20} اخرين واتلف {6} سيارات داخل الحدود الاسرائلية - استغفر الله اقصد الحدود الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني - انه الجندي المصري الصنديد ( ايمن محمد حسن ) الذي انتقم لوطنه ودينه وعروبته وابناء جلدته .
انتقم لاسرى 1967 م الذين سقطوا شهداء بأيادي الغدر الصهيونية .
انتقم من الموساد الاسرائيلي الذي اغتال علمائنا وفرق وحدتنا العربية .
انتقم لشهيد كامب ديفيد ( سليمان خاطر ) ابن محافظة الشرقية .
انتقم لشهيد العلم العالم المصري الدكتور ( سعيد سيد بدير ) ابن محافظة الشرقية ايضا الذي طالته ايدي الموساد الطائشة .
انتقم لشهداء فلسطين الذين سقطوا بسلاح المحتل الصهيوني أثناء ادائهم لصلاة العصر في المسجد الاقصى المغتصب اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
انتقم من جندي اسرائيلي قام باهانة علم وطنه مصر على الحدود بين مصر واسرائيل حيث كان يؤدي واجبه الوطني .
انتقم لشهداء مذبحة مدرسة بحر البقر في 18 ابريل 1968 م .
على بُعد حوالي ساعة تقريبا من قاهرة المعز ولد ايمن محمد حسن في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية في 18 نوفمبر 1967 م لاسرة متواضعة ميسورة الحال من ابوين مصريين ونشأ في مدينة الزقازيق نفس المدينة التى ولد فيها الزعيم التاريخي ( أحمد عرابي ) حيث كان ضابطا بالجيش المصري وتاثر ايمن بشخصيته وشجاعته ووطنيته في وجه العدو المحتل ومواقفه الوطنية انذاك .
التحق بالقوات المسلحة المصرية في 14 يونيو 1988 م لمدة ثلاث سنوات بقوات الامن المركزي التابعة لوزارة الداخلية بقطاع أمن وسط سيناء وفقا للترتيبات الامنية لمعاهدة السلام بين مصر واسرائيل ( كامب ديفيد ) وقضى خدمته كاملة في حماية حدود مصر مع اسرائيل في منطقة ( رأس النقب ) في جنوب سيناء وقبل أنتهاء مدة خدمته العسكرية باربعة اشهر وتحديداً فجر يوم 26 نوفمبر 1990 م توغل داخل الحدود الاسرائيلية وخطط لقتل أكبر عدد ممكن من ضباط وجنود وعلماء مفاعل ديمونة النووي المرابطين على الحدود مع مصر والقريبين من نقطة خدمته العسكرية وذلك على خلفية رؤيته لجندي اسرائيلي يمسح حذائه بعلم مصر ولما اشتكى ايمن ذلك لضابط في القيادة المصرية ورأه الجندي الاسرائيلي قام بافتراش العلم المصري على الارض وممارسة الجنس مع صديقته المجندة الاسرائيلية المناوبه معه في خدمته فغلى الدم في عروق ايمن واستشاط غيظاً وغضبا وحرقة وألماً صرخت بداخلة رجولته ووطنيته وعروبته فقرر الانتقام للوطن والعلم والعروبة .
ايمن اثناء محاكمته |
وتزامن ذلك مع قيام آلية الاحتلال الصهيوني بالمسجد الاقصى بقتل عدد من المصلين اثناء سجودهم في صلاة العصر فيما عرف بمذبحة الاقصى وكان ذلك قبل عشرة ايام من قيام ايمن حسن بعمليته البطولية .
فجر يوم 26 نوفمبر 1990 م صلى ايمن حسن صلاة الاستخارة ثم أعد نفسه وسلاحة وشحن ذخيرته وتوكل على الله وخرج محتسبا نفسه في سبيل الله والوطن والعروبة ووتوغل داخل حدود العدو الاسرائيلي كالاسد الهائج لحظة خروجة من عرينة لا يهاب احد الا الله كانت البداية بقتل سائق سيارة تويوتا تحمل اغذية وامدادات لمطار النقب العسكري الاسرائيلي ، تلاها سيارة اخرى تابعة للمخابرات العسكرية الاسرائيليلة يقودها ضابط برتبة عميد وكان بمفرده فأرداه البطل المصري قتيلا ، ثم داهم بمفرده باص يحمل افراداً وجنوداً عاملين بمطار النقب وكان هو هدفه الرئيسي اما الهدف الاول والثاني فلقد جاءا بمحض المصادفة فوجه ايمن سلاحه اليهم وقتل منهم من قتل وجرح منهم من جرح وفر وهرب منهم من فر كالفئران والجرزان امام هذا البطل المصري الذي اصيب بجرح سطحي في رأسة .
وفي طريقه لعودته الى الحدود المصرية بعد انجاز مهمته ساقت له الاقدار الالهية عدوة الذي اخرجه من صمته العربي وحرك مشاعرة الوطنية ودفعه الى ما فعل راى ذلك الجندي الاسرائيلي الذي أهان علم مصر ودنّسه لانه رأى في أهانته للعلم أهانة له شخصيا اهانة لكرامته وعروبته ووطنيته فقتله شر قتلة واسكن في قلبه 16 رصاصة وفقاً لما جاء في تقرير الصفحة التشريحية في اوراق القضية أثناء محاكمته امام المحكمة العسكرية المصرية العليا بعد رفضها للمقترح الامريكي بتسليمه الى الجانب الاسرائيلي لمحاكمته .
وفي منتصف ديسـمبر 1990 م تمت محاكمته وتم النطق بالحكم في 6 ابريل 1991 م بالسـجن المؤبد لمدة { 12 عاما } بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ل {21} اسرائيلي وجرح {20} واتلاف {6} سيارات تابعة للجيش الاسرائيلي .
رافضا اتهامه بالعميل او ( الدوبلير ) للمخابرات المصرية انتقاما من المخابرات الاسرائيلية الموساد لمقتل العالم المصري الكبير الاستاذ الدكتور سعيد سيد بدير جاره وابن بلدته ، ونفى ان يكون تابعا لاى جماعة او توجه ديني او سياسي قائلا بالحرف الواحد { أنا مواطن مصري معادِ لاسرائيل لا اعمل لحساب اي جهة واتحمل شخصياً مسئولية ما فعلته من تلقاء نفسي } بعدما حاول محامى الدفاع استغلال هذه النقطة لتبرئته امام المحكمة لكن البطل أبى بكل فخر قائلاً السجن أحبُ واشرفُ الىَّ مما يتهموني به .
شهادة اتمام خدمته العسكرية |
قضى في السجن عشر سنوات حصل خلالها على شهادة الثانوية الازهرية وخرج في بداية الالفية عام 2000 م قبيل انتهاء مدة سجنه بسنتين لحسن السير والسلوك .
وتزوج بعد خروجه من السجن بابنة خاله وهو الان أب لطفلين همـا ( محمد ، ندا ) ويعمل حاليا سباكا بعد رفضه لوظيفة عامل قمامه في مجلس مدينة الزقازيق عرضها عليه احد المقربين منه .
يعول البطل المصري حاليا اسرته المكونه من زوجته وطفليه ووالدته واخوته بعد وفاة والده الذي كان يعمل موظفاً بسيطاً في شركة اتوبيس شرق الدلتا ، واصيب مؤخرا بالم في العمود الفقري نتيجة سقوطه من فوق سقاله على ارتفاع 5 أدوار اعاقته عن العمل للاسف الشديد فان العبء الاكبر على كاهله هو شهادة اتمام خدمته العسكرية وتصنيف خدمته بدرجة{ رديئة } مما يضعف فرصته في الحصول علي وظيفة حكومية او عمل يعول منه اسرته ويحيا حياة كريمة كأي مواطن .
فهل آن الاوان يامصر ان تردي جميل من ضحى بالنفس والنفيس والغالي من اجلك ورفع اسمك عاليا وانتقم لرايتك وشهدائك وعروبتك ولبى ندائك فمن يلبى ندائه الان ؟! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق