بقلم/ محمد ابوعزت
نضجت ثمار ثورة 25 يناير وحان وقت قطافها والكل بلا استثناء يتسابق لتقديم فروض الولاء والطاعة مرتدياً ثوب الوطنية الشفاف احتفالاً بميلاد مصر جديدة ليست كالتى عرفناها أوعهدناها لسنوات طوال .
( تورتة الثورة ) وبها خمس شمعات والكل يلتف حولها وعينه عليها من قريب او من بعيد ينتظر تقطيعها والحصول على نصيبه منها وأرى حولها شباب فجروها وشعب تبناها وجيش حماها وحزب عادها وأمن حاربها ومعارضة شاركوها والكل بلا استثناء اتتهم الفرصة الآن فلن يضيعوها .
وقبل تقطيع التورته لابد من اطفاء شموعها الخمس حتي لاتحترق ويحترق الجميع بنيرانها خمس شمعات اشعلها على التورته من لايريدون لهذا البلد فرحة ولا استقراراً ربما يكونون فلول حزب زائل او نظام ساقط او ثالوث فساد باق بلا محاكمة او أبواق اعلام موجّه او أقلام صحفية خبيثة أو اصحاب أجندات أجنبية غير وطنية مندسة أو أيادي خفية تعمل آناء الليل وأطراف النهار على اشعال هذه الشموع التى في ظاهرها الرحمه - شموع - وفي باطنها العذاب - قنابل ودموع - الا وهي :
الفوضى ( الشمعة الاولى ) :
والتى تحركها وتزكيها تلك الفئة الضالة المُضلة ذوي النفوس الخبيثة والارواح الشريرة و الايادي الخفية على البعض الواضحة الجلية للبعض الاخر الاكثر وعياً وادراكاً ولن تخدع بمن ارتدى في الماضي ثوب الوطني وخرج اليوم بقناع الوطنية وافكار شيطانية وابواق مأجورة وأقلام خبيثة لعبت على مشاعر الالاف نحو المزيد من التظاهرات العادية منها والمليونية بسبب او بدون سبب والاعتصامات والاحتجاجات الفئوية المبررة والغير مبررة في محاولة مكشوفة لتحويل حرية الرأي التى انجبتها الثورة المباركة الى فوضى عارمه وتسيب وتحويل ميدان شهداء التحرير باذن الله ساحة لهم ، ميدان التحرير الذي كتبت على ارضه اعظم ملحمة وطنية لعشب حر أبي اسقط نظامه وحكومته وحزبه وأمن دولته ورموز فساده وحقق مالم يحلم بتحقيقه في خياله في السابق والسؤال الاهم هنا :
الم يكن ما حققناه كافياً على الاقل الان في هذه الاوقات العصيبة والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد ؟
هل بالفعل الشعب المصري يعاني من عطش الحرية ولم يرتوي ظمأه مؤقتاً ؟ أم أنه غير مهيأ لحياة ديمقراطية على المدى القريب؟
هل سنسمح لهؤلاء الشراذم في اخماد ثورتنا وقتل قرحتنا ام سنطفئ شموعهم الخبيثة القاتلة ونحتفل بميلاد حريتنا ؟
الانقسام ( الشمعة الثانية ) :
هو ما تنبه اليه الثوار بعد خطاب مبارك الذي قسم الثورة قسمين بين مؤيد لبقاءه حتى انتهاء مدة ولايته وبين معارض لبقائة والتاريخ يعيد نفسه الان باشعال شمعة انقسام ابناء الوطن الواحد وأن صح التعبير أبناء الثورة المجيدة بين مؤيد ومعارض وظهرت للاسف الشديد مؤشراته قبل وأثناء وبعد التعديلات الدستورية وما اثير من اتهامات ولوم بين مؤيد ومعارض ناسين او متناسين بشكل أدق حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الاخر نختلف في الاراء ونتفق على كلمة مصر وخاصة اننا امام تحديات اكبر برلمانية ورئاسية والعدو يتابع عن كثب والشمعة لا تزال مشتعلة تلك الشمعة التى نجح نظام ساقط مخلوع في اشعالها فهل يعقل أن نفشل نحن في اخمادها ؟.
الصدام ( الشمعة الثالثة ) :
صدام مبدئ بين أبناء الشعب الواحد نجحت حقيقة الحكومة المخلوعة والنظام الساقط في اشعاله اثناء الثورة ونجح وعي الثوار في اخماده هذا الوعي الذي نحتاجه الان لاخماد صدام لاشاء الله ان يحدث صدام بين الشعب - الذي قام بالثورة - وبين الجيش الذي حماها وضمن لها النجاح بعد المولى سبحانه وتعالى ، صدام بدأت مؤشراته وبوادره تظهر حين قامت تلك المؤسسة الوطنية العسكرية بتفريق بعض المحتجين والمتظاهرين والمعتصمين بشكل او باخر عن دون قصد فاستغلت تلك الفئة الضالة المضلة الموقف وبدأت تبث سمومها والان لا مفر من اطفاء شمعة الصدام للحفاظ على وحدتنا الوطنية الازلية ولحماية ثورتنا .
الفتنه ( الشمعة الرابعة ) :
الفتنه الدينية والمذهبية بين ابناء الدين الواحد او الاديان المختلفة تلك القنبلة الموقوته التى نجح النظام المخلوع في اخمادها في الماضي وعلى مدار سنوات طوال فهل ما نجح فيه نظام ساقط نفشل فيه نحن من علمنا الدنيا النجاح ؟
والسؤال هنا هل سيتفق أبناء التيار الاسلامي باختلاف طوائفه ومذاهبة فيما بينهم على قلب رجل واحد ام انهم اتفقوا بالفعل الا يتفقوا {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } ؟
وهل سننجح كما نجح نظام مخلوع ساقط في تنحية مصرنا الغالية جانباً بعيداً عن ويلات الصراعات المذهبية بين المسلمين ابناء الدين الواحد والفتنة الطائفية بين المسلمين والاقباط ابناء الوطن الواحد التى سعى اليها الاخر بكل ما اوتي من قوة ليجد سببا صريحا للتدخل في شئوننا فهل آن أوان اطفاء تلك الشمعة الخبيثة ام .........
التقسيم ( الشمعة الخامسة ) :
وهو تنفيذ ذلك المخطط الشيطاني الصهيو امريكي _ اشرت اليه في مقالتي السابقه صحى النوم ياعم عربي - لتقسيم مصرنا الغالية الى دويلات صغيرة على اساس طائفي مذهبي ديني وهذه هي الشمعه الاخيرة التى آن آوان اخمادها ولنثبت لعالم كله اننا وطن واحد ، وشعب واحد ، وارض واحده وسنصفع الاخر على وجهه القبيح صفعة لعله يستفيق او يبحث لسمومه عن وطن اخر وجسد اخر ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق