بقلم / محمد ابوعزت
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ونزع فتيلها واشعل نيرانها ولهيبها ، تحركها أيادي خفية وأقلام خبيثة وعقول شيطانية ونفوس شريرة ، وأبواق كاذبة داخلية منها وخارجية ، ومواقع ويكـي– صهيو امريكية – وقنوات ومحطات فضائية منسوبة أومحسوبة على الجزيرة العربية .
لاتريد لهذا البلد أمناً ولا هدوءاً ولا أستقراراً ، تعمل ليلها ونهارها على تنفيذ مخططاتها الدنيئة واهدافها الغير نبيلة ، لاتريد مصر القوية الرائدة في شتى المجالات بل مصرالتابعة اليهم المتسولة على ابوابهم حتى يخلوا اليهم بِساط الزعامة والريادة مفروشاً بالورود والرياحين .
ولكل فتنة ومؤامرة مواقعها ومنابرها واعلامها وأبواقها وبالطبع رجالها ومنهم ذلك الهيكل الصحفي- للاسف - المصري الذي أتخذ منبره منذ 60عاماً تقريباً للاساءة والهجوم ليلاً ونهارا ، سراً وجهاراً على مصر حكومة وشعباً وجيشاً وتاريخاً للاسف الشديد وكَّل الى أمثاله ليشوه ويزور ويحرِّف ويطمس فيه كيفما يشاء .
انتقد مواقفها الوطنية على مر التاريخ وشكك في انتصاراتها التاريخية والعسكرية وقلل من شأن نجاحتها العربية والاقليمية ، اتهمها بالعمالة للاخر تارةً وذهب لمهاجمة رموزها وأبطالها الحقيقين تارة اخرى ، تغنى بالناصرية وأمجادها وصولات وجولات وبطولات عبدالناصر في كل صوب وحدب والتى لا ينكرها الا جاحد فعبد الناصر كغيرة في الاول والاخير بشر يصيب ويخطئ له مواقفة الوطنية وانجازاته وايضاً له اخفاقاته ، وبالرغم من ذلك لم يذكر ذلك الهيكل يوماً دور اللواء محمد نجيب أول رئيس شرعي لمصر ومؤامرة خروجه من الحكم وتشويه صورته المتعمدة وطمس اسمه وتاريخه المجيد من سجلات التاريخ ، فضلاً عماحدث من جرائم وانتهاك للحريات وحقوق الانسان في سجونه ومعتقلاته - عبدالناصر - وان شئت فقل سلخانات التعذيب البشرية – على سبيل المثال لا الحصر( مذبحة طره ، اعدم سيد قطب ، مقتل المشير عبدالحكيم عامر ...الخ ) – وهو ما ذكره سيد قطب في كتابيه ( لماذا اعدموني ، معالم في الطريق ) وخصص ايضاً العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته فصلاً بعنوان ( عبدالناصر في الميزان ) وذكره ايضاً فارس المنابر عبدالحميد كشك في خطبه ( اول ليلة في السجن ، هل في الاسلام سجون .. الخ ) وذكرته ايضاً الدكتوره زينب الغزالى في كتاب ( ايام من حياتي ) كل هذا وذاك انكره ذلك الهيكل كشاهد- مشفشي حاجة - على العصر اومؤرخ معاصر منذ تحول السلطة في مصر من النظام الملكي الى النظام الجمهوري .
هاجم السادات وابطال اكتوبر الى درجة التشكيك والانكار ، فضلاً عن عدائه الشديد لاتفاقية السلام ونصر السادس من أكتوبرعـام 1973 م لان الذي قام به محمد انور السادات وليس جمال عبد الناصر .
ومعروف عن هذا الهيكل أنه لا يهاجم بل لايجرؤ على هجوم الا من مات او رحل عن الدنيا او الحكم وليس بغريب عليه أن يخرج علينا بعد هذه الغيبة الطويلة وقد تلون وجهه وارتدي ثوب الوطنية كغيره من الاصوليين والانتهازيين الذين تغنوا بالثورة ورجالها ونسبوا انفسهم اليها ، بل تعدى الامر ذلك بوصف نفسه – انا قلت انا فعلت انا قابلت انا سويت ... – الموجِّه والاب الروحي للثورة والثوار .
وفي حديث تلفزيوني اشار أن بقاء مبارك في شرم الشيخ يمثل خطراً على الثورة وان كنت اتفق مع ما قاله صراحة بل اختلف مع هدفه الغيرمُعلن مما قال فلقد المح بشكل غير مباشر الى تواطؤ الجيش مع مبارك – الجيش الذي وقف الى جانب الثورة ونحَّى مبارك قائده الاعلى عن كرسيه وضمن للثوار ثورتهم وكان بامكانه ان يعلنه انقلابا عسكريا – مما فتح الباب على مصراعية الى الاشاعات المغرضة مثلما اشيع أن الجيش عقد شبه صفقة مع الرئيس المخلوع لارغامه على التنحي مقابل عدم محاكمته هو واسرته وهو ما استغله ذوو النفوس الضعيفة للوقيعة بين الجيش والشعب والتى ترجمته الاحداث المؤسفة التى رأيناها مؤخرا على ارض ميدان التحرير ولكن الله سلم وتنبه الجميع الى كذب الادعاء ودناءة المؤامرة والغريب من ذلك تزامن خروج ذلك الهيكل في وسائل الاعلام مع خروج المزيد من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الفئوية ، وهو ما اثبتته الايام ورأيناه جميعاً بأم أعيننا على أرض الواقع .
والسؤال يا ايها الهيكل :-
اين مبارك واسرته الان ؟!
وما زاد الطين بله حديثه مع الاعلامي المصري ( محمود سعد ) ونقده اللاذع لمبارك والضربة الجوية الاولى في حرب اكتوبر 1973 م وقوله بالحرف الواحد :
{ انه من العيب أن نتحدث عن الضربة الجوية التى قادها مبارك } وكأنها عار على جبين كل مصري لا مفتاح لحرية كل مصري من ذل النكسة والاحتلال واسترداداً لكرامة مصر وشعبها أياً كان من قام بها سواء مبارك أم غيره .
واضاف قائلاً:
{ انها لم تكن اساسية او مهمة وكون حسني مبارك هو رئيس الجمهورية فهو من ادى الى تعظيم الضربة الجوية } وان كنت أتفق معه في الشِق الثاني مما قال ان الاعلام ضخم دور مبارك وبالغ فيها لدرجة قد تصل بالمشاهد البسيط - وكلنا بسطاء - ان مبارك وحده هو من صنع هذا الانجاز دون غيره من الشرفاء الذي تجاهلهم الاعلام امثال ( الفريق سعد الدين الشاذلي ) العقل المفكر لنصر اكتوبر وغيره من ابطال اكتوبر الشرفاء ، ولكني اختلف مع الهيكل في الشق الاول بان الضربة الجوية لم تكن أساسية او مهمة وهذا منافي لشهادة خبراء عسكريين اسرائيلين بعظمة حرب اكتوبر المجيدة التى ابهرت العالم فضلاً عن أن الضربة الجوية الاولى هي التى شلت العدو وافقدته توازنه وكانت بمثابة القطرة التى تسبق الغيث او الريح التى تسبق العاصفة المدمرة ، ولو لم يكن الامر كذلك لما تم تدريس حرب اكتوبر في المدارس العسكرية الى يومنا هذا .
وقال ايضاً :
{ ان الضربة الجوية الاولى كان بها 6 طيارين فقط } وهذا كلام خاطئ فكيف يعقل هذا علماً بان شهداء الطلعة الجوية الاولى عددهم 8 طيارين من بينهم عاطف شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمهم الله جميعاً واسكنهم فسيح جناته .
وليس بغريب على هذا الهيكل أن يقول ذلك واكثر فهو الذي استضاف لورد انجليزي تابع لوزارة الخارجية البريطانية اساء الى مصر وجيشها العظيم وقال ان الجيش المصري هزم في حرب 1973 م ولم يكلف ذلك الهيكل نفسه للرد عليه باعتباره شاهد او مؤرخ او حتى مواطن مصري بل بدا وكانه يوافقه الرأي .
واخيرا الى هذا الهيكل لابد من التفريق بين حسني مبارك القائد العسكري الذي لا يختلف اثنان على كفاءته وذكائه ودوره في حرب السادس من اكتوبر 1973 م الذي احترمه الجميع ، وبين حسني مبارك القائد السياسي – الرئيس – الي فسد وأفسد كل شئ في مصر وتركها على المحجة البيضاء وكرهه الجميع واجمعوا انها الحقبة الاسوأ في تاريخ مصر سياسةً ورجالاً .
وان الاساءة الى نصر اكتوبر المجيد او الضربة الجوية أو التقليل من شأنهما ليست اساءة الى مبارك في شخصه ولكنها اساءة الى مصر وتاريخها المجيد .
رحل مبارك كسابقيه بخيرهم وشرهم وحلوهم ومرهم ونجاحاتهم واخفاقاتهم وستبقى مصر فوق الجميع ، فلتقل خيراً او لتصمت وتذكر أن الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق