بقلم / محمد ابوعزت
رحل الرئيس السابق متنحياً او مخلوعاً بحلوه وُمره ، بخيره وشره ، بنجاحاته المزعومة واخفاقاتة الواضحة ، رحل دون أن يوجه كلمة شكر أو حتى عتاب لشعبه الذي جمع من عرق جبينه وأكتاف ابنائه المخلصين على مدار 30 سنة ملايين بل مليارات الجنيهات ، رحل بعدما افقر شعبه وأذل أهله وشرَّد وقتل وسجن وعذَّب ابنائه وباع نفطه بتراب المال وهرب اثاره وخصخص مقدراته العامة وقرصن اعلامه ودمر اقتصاده وباع القضية برمتها بحفنه من الجنيهات لاسياده ، تاركاً خلفه لمن سيأتي بعده تركة عظيمة وأرث ثمين من مشكلات وقضايا وملفات مُعلَّقة داخلياً وخارجياً .
داخلياً حدث ولا حرج عن فساد ، فقر، جهل ، ظلم ، بطالة ، امراض مزمنة ، اغذية مسرطنة فاسدة ، مياه غير صالحة للاستخدام الادمي ، فضلاً عن اقتصاد على وشك الانهيار ، مطالب ثورة لم تتحقق كاملة ، وطموحات شعب في حياة كريمة ديمقراطية ومحاكمة كل من سولت له نفسه المريضة في الاساءة اليه بأي شكل من الاشكال وتطهير المجتمع من ادناس النظام المخلوع وأذنابه واسترداد تاريخه المسروق وامواله المنهوبة ومكانته الطبيعية بين الأمم .
خارجياً ترك لمن سيتولى أدارة شئون البلاد من بعدة - الرئيس القادم - حقيبة خارجية مليئة بالملفات المُعلَّقة والتى تمس امن مصر القومي جنوباً وغرباً وشرقاً ، فشلت في أدارتها الخارجية المصرية في الماضي فشلاً ذريعاً على رأسها :
- جنوباً ملف حوض النيل والذي ينذر بكارثة او على الاقل حرب مياة مستقبلاً .
- جنوباً ملف السودان وأنفصال شماله عن جنوبه فعلياً ودارفوره غرباً مستقبلاً .
- غرباً ليبيا ما بعد القذافي واحتمالية وجود عراق جديد على حدود مصر الغربية .
- شرقاً ملف فلسطين - غزة تحديداً - ومستقبل كامب ديفيد والغاز والتطبيع وتأمين حدود مصر الشرقية مع الكيان الصهيوني .
من شعب مصر العظيم الى رئيسها القادم كان الله في عونك ما دمت في عونك شعبك يداً بيد لاصلاح ما افسده ، وتزيين ما شوهه ، وبناء ما هدمه النظام المخلوع ، واعلم علم اليقين أن :
قوتك ليست في أمن يحميك ولا غرب يرضى عنك ولكن قوتك الحقيقية رضا الناس عنك والتفافهم من حولك فاستمد قوتك من شعبك .
شرعيتك ليست في دستور او برلمان يؤيدك ولكن شرعيتك الحقيقية من الشارع المصري الذي اختارك أنت ودستورك وبرلمانك برغبته والا فالعِبرة لمن اعتبر .
ثروتك الحقيقية ليست رصيدك في البنوك من الاموال ولكن رصيدك من الحب والتقدير والتأييد من شعبك .
مسكنك ليس في القصور المشيدة والابراج العالية ولكن مسكنك الحقيقي في قلوب ونفوس شعبك والا فالقصر بعد العصر .. والحدق يفهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق