السبت، 9 يوليو 2011

اصل الحكاية

بقلم / محمد أبوعزت
كان ياما كان في سابق العصر والآوان ... رجل ظالم فاسق فاسد مُفسد ضال مُضل قاتل سارق ناهب خائن اسمه ( حسني مبارك ) حكم بلد اسمها مصر 30 سنه متتالية - اسود من قرن الخروب - وفجأة الشعب ثار وتحول الشرار الى نار ، خرجت الملايين عن صمتها واستفاقت الجموع من نومها وطول سُباتها ، تحررت من قيودها واغلالها التي كُبِلَت لثلاثة عقود بها ، وخرجت عن سلبيتها وخوفها الى الشوارع والميادين في المدن والقرى مطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية - متبصليش بعين ردية تشاؤمية - احنا عاوزين مساواة وعدالة اجتماعية ولقمة عيش هنية وشربة ماء سوية - مش شرط تكون معدنية - وبذور صالحة عادية مش سرطانية ووظيفة بسيطة بمهية - مش شرط تكون مكتبية - ونحارب الفساد والرشوة والمحسوبية والبطالة ونسترد اموالنا المهربة والمنهوبة ، ونحاكم رجال العصابة الوزارية - يعني باختصار عاوزين نسقط النظام ، والنظام يعني الرئيس وماتحته من الوزير الى الغفير - حلو الكلام ... تمام ... وبعدين ؟؟؟
سقط النظام وتولى الجيش الزمام ، وقاد البلاد وتكفل بحقوق العباد وتوعد بمحابة الفساد ومعاقبة رموزه الاوغاد ، ونأى برجاله عن السلطة وتكفل بحماية الثورة والقصاص العادل من القتلة الفجرة ، واعادة هيكلة الشرطة وحل الوطني وأمن الدولة ومن الحزب الوطني الى الامن الوطني ياقلبي لا تحزن ولا تبكي ... ماشي الحال ... عال العال ... وبعدين ؟؟؟
شلنا حكومة شفيق ( الدو ) وحطينا حكومة شرف ( شاهين ) يعني راحت حكومة ماما سوزان وجت حكومة المحترم شرف بتاع الميدان وهى احلى الوحشين ، وخدنا منها وعود وبالفعل ظهرت الجهود وخسرنا العربي في الجامعة وكسبنا الكرسي والسمعة ، والمالية كان الله في العون وعود ووظايف ومرتبات وزيادات وفي الاخر كلها ديون ، والداخلية عيني عليهم باردة بعد ما قالوا نقلب الصفحة ولا كأن كان فيه ثورة ، الداخلية ميه ميه ... الداخلية قبل وبعد هي هي ... لحد كده تمام ... ماشي الحال ... وبعدين ؟؟؟
وعدونا بدم الشهدا وقصاص عادل من القتله ، ده قضاءنا له هيبة لكن جت الخيبة احكامة جت هزيلة والناس صابتها الخيبة والنيبة ده مش قضاء مصر ده قضاء وقدر ... واحد اتنين ... القضاء المصري فين والعدل يامصريين والله معدناش فاهمين ... وبعدين ؟؟؟
ورجعت ريما لعادتها القديمة ورجعنا تاني للميدان ، اعتصامات واحتجاجات واضرابات ومطالبة بسرعة محاكمات حقيقية مش وهمية ، علنية مش سرية ، عادلة مش ظالمة علشان نحمي الثورة لازم نحاكم الخونة مبارك والشلة القذرة ، ونشوف الاعدام ياحالولي مش زي اعدام الاسلامبولي ، ربنا يخلي الميدان بصراحة ملناش غيره بعد ربنا مكان ، وياما تعيش وتشوف يا انسان ... اكمل ولا كفاية ... هو ده اصل الحكاية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق