بقلم / محمد أبوعزت
اسرائيل واسرائيل اسرائيلان والفارق بينهما شتان ، فاسرائيل الاولى هو الاسم القديم في لغة الكنعانيين لنبي الله يعقوب على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام ، أما اسرائيل الثانية فهي ذلك الكيان الصهيوني الغاشم المُحتل الصهيوني بوعد من لايملك لمن لا يستحق باقامة وطن قومي لليهود - وان صح التعبير خلاص اوروبا من شرور اليهود - على انقاض ورُفات وأشلاء جثث العرب والمسلمين رجالاً ونساءاً واطفالاً وشيوخاً وسرقة اراضيهم وتزييف تاريخهم واستقطاع حدودهم ونهب تاريخهم وتدنيس مقدساتهم وبالطبع عم عربي لايزال في نومه الطويل العميق .
وللاسف الشديد وبعد مرور 63 عام تقريباً على اعلان قيام دولة اسرائيل والاعتراف العربي والدولى طوعاً وكراهيةً ، اذا اردنا عقد مقارنة بين العرب واسرائيل خلال تلك الحقبة لصُدمنا بتفوق اسرائيل على العرب قاطبةً مادياً وعسكرياً وعلمياً واقتصادياً فضلاً على ان ذلك الكيان الصهيوني هو النظام الديمقراطي الوحيد الى يومنا هذا في منطقة الشرق الاوسط وربما الى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً .
والسؤال هل سمعت يوماً او قرأت عن فساد بحجم ما نسمع وما نرى في دول العالم العربي والاسلامي وهم حراس العقيدة وحاملى لواء الاسلام ورافعي شعاراته وبين ظهرانيهم اعظم الرسل والرسالات وللاسف لم ولن نطبق ابسط مبادئ العدالة الانسانية والاجتماعية ونبذ العنصرية بين ابناء الدين الواحد او الوطن الواحد .
هل تشك للحظة واحدة أن مبارك وزبانيته واشكاله وامثاله لو كانوا في اسرائيل لحوكموا محاكمة سريعة عادلة غير مؤجلة على امل الوفاه او النسيان او الهروب او الاستعطاف ، اليس عارٌ علينا كعرب ومسلمين ان يطبق اليهود والصهاينة مبادئ الانسانية والعدالة فيما بينهم فقط – داخلياً – في حين يعيش المسلمين في الظلم والجهل والظلام والرجعية والتغني بالماضي والرثاء على الاطلال في الوقت الذي ناطح فيه الغرب الكافر ابراج الجوزاء ونحن غارقون في احلامنا الوردية .
هل يُحتَرم المواطن العربي المسلم في قومه وبين ابناء وطنه وجلدته وعروبته كما يحترم الاجنبي بينهم ومنهم ولماذا نشكو عنصرية اليهود مع العرب والمسلمين تحديداً في حين نتغافل او نتناسى عنصريتنا مع بعضنا البعض وهل صدق القائل ( لا كرامة لعربي في قومه ) بالنظر الى تقدير الغرب والصهاينة للعلم والعلماء مقارنة بتجاهلهم واهمالهم في اوطانهم .
والسؤال هنا : كيف سنسترد اراضينا وماضينا ونثأر لقتلانا وشهداءنا ورُفات ابطالنا اذا كنا عاجزين عن استرداد ابسط حقوقنا في اوطاننا من اخوتنا ، كيف سنواجه عدونا المتأهب المستعد ونحن عاجزون عن مواجهة انفسنا واخواننا ، واخيراً رحم الله عم عربي .